شبكة قدس الإخبارية

لماذا يصرّ نتنياهو على هدف "النصر المطلق" في غزة؟ 

photo_2024-07-15_13-49-20

فلسطين المحتلة - خاص شبكة قُدس: كلما طال أمد الحرب؛ تصاعدت الخلافات الداخلية الإسرائيلية، خاصة حول فكرة خسارة الحرب، وكذلك النصر المطلق الذي يبحث عنه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، والذي يصر في كل تصريحاته على" تحقيقه" كهدف إسرائيلي لوقف الحرب.

تقول وسائل إعلام عبرية، إنه بعد مرور تسعة أشهر على بدء الحرب على قطاع غزة؛ فإن الخلاف الأعمق لدى الجمهور الإسرائيلي بين من يدركون أن جيش الاحتلال خسر الحرب ومن هم غير قادرين على تقبل هذه الفكرة.

كما أن الخلاف يدور بين من هم قادرين على مواجهة الواقع ومن يواصلون تضليل أنفسهم بإمكانية محو الماضي عبر المستقبل، بإمكانية محو "الخسارة المؤلمة" للاحتلال في السابع من أكتوبر ببعض "النصر" مهما كلف ذلك.

يقول الكاتب الإسرائيلي يائير أسولين، إن فكرة عدم الاعتراف بالخسارة أو تقبلها، جاءت انطلاقا من فكرة أن الاحتلال الإسرائيلي لن يكون له بقاء إذا لم ينتصر في كل معركة.

وأشار الكاتب الإسرائيلي، إلى أن "من لا يستطيعون الاعتراف بالهزيمة بالمعنى العملي العميق، لن يعرفوا أبدا طعم ومعنى النصر".

كما أن "النصر المطلق" الذي يضعه نتنياهو على جبهته في كل تصريح، قد يكون مستعارا من التوراة، حول فكرة الإبادة، بمعنى النصر والسيطرة بالقوة المطلقة دون غيرها، أو بمنطق الاستسلام التام، وهو ما يسيطر على الوعي الإسرائيلي.

وذلك إلى جانب أهداف نتنياهو من تحقيق نصر داخلي يضمن له بقاء سياسيا قبل تحقيق النصر الفعلي في غزة عبر إبادة الفلسطينيين وليس القضاء على المقاومة فحسب.

وقبل سنوات، أكدت دراسة أجراها عالم النفس الإسرائيلي، جورج نامارين، بأن غالبية الإسرائيليين متعصبون ومتأثرون بتدريس التوراة بطريقة غير نقدية، ويؤمنون بأنه من غير المرغوب فيه وجود "عنصر غريب" لدى الاحتلال الإسرائيلي في إشارة إلى الفلسطينيين.

 فيما اختارت الغالبية العظمى من الذين شملتهم الدراسة الإبادة الكاملة كتصرف صحيح بالنسبة لهم، وهذا يعني أن نتنياهو أو أي من قادة الاحتلال المتطرفين ليسوا نسيجا وحدهم، وإنما هم جزء من منظومة متكاملة ترى أمامها إما النصر المطلق أو عدم الوجود، ولذلك يصرّ نتنياهو على هدفه بعيد المنال وفقا لخبراء عسكريين وسياسيين بتحقيق النصر المطلق في قطاع غزة ويماطل في وقف الحرب لحين تحقيق صورة النصر التي يريد.

وفي السياق، عدّ اللواء احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي عاموس جلعاد، سعي رئيس حكومة الاحتلال إلى ما يسمى "النصر المطلق" بمنزلة "الغرق في مستنقع قطاع غزة".

ونقلت صحيفة معاريف العبرية عن جلعاد قوله: إن نتنياهو لم يقدم أي حل عملي لليوم التالي للحرب ولم يحدد الاتجاه الذي سنسير فيه، كما أن نتنياهو يتعمد عدم التوصل إلى صفقة مع المقاومة الفلسطينية، ففي كل مرة يرسل نتنياهو فريقا للتفاوض يضع خطوطا حمراء جديدة.

واعتبر مسؤولون إسرائيليون، أن النصر المطلق شعار يسهل حفظه، ولكنه وهم وكذب، ولا يمكن لجيش الاحتلال القضاء على حماس بشكل فعلي أو تحقيق النصر بعد الخسارة القاسية والفشل المدوي الذي لحق بجيش وحكومة الاحتلال في السابع من أكتوبر.